ذ. الجيلالي ضريف
اشتهرت منطقة دكالة عبر العصور من خلال انفتاح أراضيها الخصبة، ذات التنوع البيولوجي الكبير، على البحر؛ حيث كان بخليج مازغان أهم مرفأ تقصده السفن للتبادلات التجارية منذ العصور القديمة. أشار إلى هذا المرفأ الطبيعي باسم مرسى مازيغن كل من القاضي عياض عندما تحدث في كتابه « مذاهب الحكام في نوازل الأحكام » عن نازلة تتعلق بشحنة قمح من مازيغن إلى سبتة نظر فيها عندما ولي القضاء بسبتة في أواخر عهد المرابطين ، و الجغرافي الشريف الإدريسي في نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، وابن سعيد الغرناطي (1214م-1286م) الذي قال عنها « …وهي فُرضة مشهورة تحمل منا المراكب القمح إلى سبتة وغيرها »ـ
أهمية مرسى مازيغن تتجلى في توطينه على جميع خرائط الموانئ التي صدرت في القرون 13-14 و15 ، ورغم التقهقر الكبير الذي عرفه المغرب في عهد الوطاسيين فإن دكالة ظلت منفتحة من خلال مرسـى مازيغن على التجارة البحرية، كما أشار لذلك باشيكو بيريرا في قوله « يسمح هذا الخليج برسو جيد للسفن الكبرى… عدة سفن من مملكة البرتغال ومن مملكة قشتالة كانت تقصد مرسى مازغان لحمل القمح ». يعود الفضل لهذا الجغرافي البرتغالي في تحديد موقع هذه المرسى التي توجد على بعد فرسخين برتغاليين (ليكوَتين اثنثين) جنوب-غرب مصب أم الربيع، أي ما يعادل 11 كيلومتر و 856 متر، وهو نفس موقع مرسى روتو بيس حسب المعطيات التي قدمها بلينوس الأكبر عن رحلة المؤرخ الإغريقي بوليبيوس لسواحل المغرب في القرن الثاني قبل ميلاد المسيح. ـ